mansooralshehri@
في بادرة فريدة وغير مسبوقة تعاملت وزارة الداخلية السعودية عبر المباحث العامة مع رغبات موقوفين في قضايا أمنية ومكنتهم من مواصلة تعليمهم الجامعي داخل السجون بالتعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بنظام الانتساب المطور، إذ تكفلت الدولة بدفع تكاليف دراسة كل من يرغب من الموقوفين إكمال تعليمه.
وكان سجن المباحث العامة (الحائر) احتفل أمس الأول (الثلاثاء) بتخريج 114 موقوفا ضمن الدفعة الأولى من طلاب شهادة البكالوريوس بحضور مفتي عام المملكة وقيادات أمنية وأسر النزلاء من الآباء والأمهات.
واستعرض ثلاثة من الموقوفين خلال حفلة التخريج تجاربهم في مناطق الصراع بسورية والعراق، مؤكدين أن دعاة التحريض هم من دفعوهم إلى الذهاب لجحيم القتال في مواقع الاقتتال بالخارج.
وكشف العائد الذي كان يحمل رقم 46 في السجون السورية تفاصيل معاناته مع التعذيب لسنوات قبل أن يتم بيعه لإحدى الجهات في العراق. مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في سفره لمناطق الصراع هو فتاوى «دعاة التحريض» التي دفعت به وبكثير من الشباب السعودي إلى مناطق الجحيم. وقال: «في المقابل أبناء دعاة التحريض يدرسون في أفضل الجامعات داخل أو خارج السعودية».
وكشف أنه فور مغادرته السعودية إلى سورية استقبله شخص يعرف بـ«المنسق» اصطحبه إلى مبنى مخيف به عدد من الأشخاص، إذ انتزعوا منه جواز سفره قبل أن يتم بيعه لجهات في العراق، وتم سجنه مع سعوديين آخرين تعرضوا جميعا إلى كافة أنواع التعذيب والإهانات والتجريد من الملابس، ومنعهم من العبادات وتلقي العلاج.
وأضاف أنه تم عرضه على شخص يدعي بأنه قاض طلب منه دفع مبلغ مالي نظير تخفيف عقوبته، ثم واصل القاضي المزعوم تلاوة لائحة الاتهامات، وخلص إلى قرار بإعدامه. وأفاد بأنه ظل ينتظر الأيام والشهور في حالة نفسية سيئة في انتظار تنفيذ حكم الإعدام. وذات يوم استدعاه السجان لمقابلة القنصل السعودي فعاد إليه الأمل في الحياة. وأكد له القنصل أن الدولة لن تتخلى عنه وعن زملائه، وهذا ما حدث، إذ قامت الدولة باستلام أبنائها ووفرت لهم طائرة خاصة نقلتهم إلى السعودية.
من جانبه، كشف العائد «طلال» قصة صورته التي نشرتها الجهات الأمنية العراقية متوسطا سجناء آخرين وبدت عليه آثار التعذيب، إذ خضع إلى التعذيب بغرض ابتزاز أسرته وإجبارها على دفع مبالغ. أما العائد عائض فقد بعث رسالة إلى الشباب طالبهم فيها بعدم الانسياق خلف دعوات الجهل، والحرص على التعلم من المصادر الصحيحة والعلماء الأجلاء. وقال عائد آخر إن التنظيمات الإرهابية في الخارج تستخدم بعض الشباب السعودي هناك كحطب في نار القتال الدائر هناك.
وطننا يستحق رد الجميل
وعد الخريجون في كلمة ألقاها أحدهم باستشعار المسؤولية، وتعهدوا برد الجميل لقيادة الوطن التي مكنتهم من إكمال دراستهم الجامعية والحفاظ على مكتسبات الوطن والولاء لقيادته. ووصف الخريج إكمال تحصيلهم الجامعي بأنه دليل على اليد الحانية من قيادة الوطن، إذ تحملت الدولة نفقات تعليمهم، فضلا عن التعامل الطيب من منسوبي سجن المباحث معهم وتوفير الأجواء المناسبة لهم للاستفادة من الوقت.
وتحدثت والدة أحد النزلاء الخريجين بنبرة الفرحة وهي تشاهد ابنها محصنا بالعلم بعد أن تجرعت الخوف والأسى بعد اعتناقه الأفكار الضالة، قائلة: «عندما دخل ابني السجن لم يدر في مخيلتي بأنه سيكمل دراسته حتى فوجئت به يحصل على درجة البكالوريوس».
المفتي: أنصار الشياطين يتربصون بوحدة بلادنا
أكد مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن أعداء الشريعة وأنصار الشياطين يتربصون بأمن وأمان بلادنا ووحدتها.
وقال خلال رعايته حفلة التخريج أن الخطأ يقع من أي إنسان، وخير الخطائين التوابون، فالخطأ يقع بناء على جهل الإنسان وقلة إدراكه. وأثنى المفتي على التعامل الإنساني والإصلاحي والتعليمي الذي يحصل عليه النزلاء في السجون «على كل مواطن أن يقارن بين ما يحصل في سجون العالم وما يحصل في سجوننا الإصلاحية من احترام لكرامة الإنسان والعمل على تطويره»، وطالب الخريجين بأن يكون العلم معرفة ووسيلة للعودة من الخطأ وسلك طريق الصواب، وأن يتوبوا توبة نصوحة.
وفي السياق، أعلن مدير جامعة الإمام الدكتور سليمان أبا الخيل هدية نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف، بموافقته على فتح القبول للموقوفين في سجون المباحث لإكمال درجة الماجستير والدبلومات عن بعد داخل الإصلاحيات.
فرصة لاستدراك أخطاء الماضي
المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أوضح أن تخريج 114 نزيلا من سجون المباحث الحاصلين على درجة البكالوريوس يعد ثمرة من ثمرات السياسة التي اعتمدها نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف، التي تهدف إلى توفير الفرصة لكافة النزلاء لاستثمار الوقت الذي يقضونه سواء أثناء قضاء محكومياتهم أو أثناء مراحل المحاكمات بما يعود عليهم بالنفع ويساعدهم على استجلاء الحقيقة في ما يحاك ضدهم من التنظيمات الإرهابية عبر استهداف الأمن والاستقرار في البلاد. وأشار المتحدث إلى أن تجربة الموقوفين أمنياً المستفيدين من برنامج الانتساب المطور لإكمال تعليمهم الجامعي داخل سجون المباحث تعد فرصة لاستدراك أخطاء الماضي، واستدراك الأخطار التي وقع بها المحكومون، الأمر الذي مكن التنظيمات الإرهابية من استدراجهم والتغرير بهم.
خريجون لـ«عكاظ» : الدراسات العليا والوظائف.. وجهتنا القادمة
«عكاظ» التقت عددا من النزلاء الخريجين من سجن المباحث بدرجة البكالوريوس في خمسة تخصصات بعد احتفالهم مع ذويهم. وأوضح «أ ـ أ ـ س» الحاصل على البكالوريوس في الشريعة أن فكرة استكمال تحصيله التعليمي خلال إيقافه في سجن المباحث جاءت رغبة منه في استثمار وقته في ما يعود عليه بالفائدة. مؤكدا أنه وجد من إدارة السجن والجامعة التعامل الطيب وتسهيل إجراءات التحاقه ببرنامج الانتساب المطور. معربا عن أمله في استكمال الدراسات العليا التي ستمكنه من الحصول على أفضل وظيفة. أما «ع ـ م ـ ف» الحاصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال فقال إنه كان يتصور بأنه لن يستطيع مواصلة تعليمه، غير أن الفرصة النادرة جاءته في السجن، وكان التسجيل ميسرا، «أذهلتني طريقة التعامل مع الجامعة، وسهولة الاختبارات، وسهولة توصيل المعلومة في المذاكرة، كنت أستعد تماما لأحصل على شهادة، وجامعة الإمام فتحت لي نافذة لمواصلة تعليمي».
وتمنى الخريج «أ ـ م ـ ص ـ م» الحاصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الحصول على وظيفة مناسبة تناسب مؤهله العلمي، أما «ع ـ م» الحاصل على البكالوريوس في الشريعة فقال: «تحقق حلمي بعد 10 سنوات، وأتمنى مواصلة تعليمي في الدراسات العليا».
في بادرة فريدة وغير مسبوقة تعاملت وزارة الداخلية السعودية عبر المباحث العامة مع رغبات موقوفين في قضايا أمنية ومكنتهم من مواصلة تعليمهم الجامعي داخل السجون بالتعاون مع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بنظام الانتساب المطور، إذ تكفلت الدولة بدفع تكاليف دراسة كل من يرغب من الموقوفين إكمال تعليمه.
وكان سجن المباحث العامة (الحائر) احتفل أمس الأول (الثلاثاء) بتخريج 114 موقوفا ضمن الدفعة الأولى من طلاب شهادة البكالوريوس بحضور مفتي عام المملكة وقيادات أمنية وأسر النزلاء من الآباء والأمهات.
واستعرض ثلاثة من الموقوفين خلال حفلة التخريج تجاربهم في مناطق الصراع بسورية والعراق، مؤكدين أن دعاة التحريض هم من دفعوهم إلى الذهاب لجحيم القتال في مواقع الاقتتال بالخارج.
وكشف العائد الذي كان يحمل رقم 46 في السجون السورية تفاصيل معاناته مع التعذيب لسنوات قبل أن يتم بيعه لإحدى الجهات في العراق. مشيرا إلى أن السبب الرئيسي في سفره لمناطق الصراع هو فتاوى «دعاة التحريض» التي دفعت به وبكثير من الشباب السعودي إلى مناطق الجحيم. وقال: «في المقابل أبناء دعاة التحريض يدرسون في أفضل الجامعات داخل أو خارج السعودية».
وكشف أنه فور مغادرته السعودية إلى سورية استقبله شخص يعرف بـ«المنسق» اصطحبه إلى مبنى مخيف به عدد من الأشخاص، إذ انتزعوا منه جواز سفره قبل أن يتم بيعه لجهات في العراق، وتم سجنه مع سعوديين آخرين تعرضوا جميعا إلى كافة أنواع التعذيب والإهانات والتجريد من الملابس، ومنعهم من العبادات وتلقي العلاج.
وأضاف أنه تم عرضه على شخص يدعي بأنه قاض طلب منه دفع مبلغ مالي نظير تخفيف عقوبته، ثم واصل القاضي المزعوم تلاوة لائحة الاتهامات، وخلص إلى قرار بإعدامه. وأفاد بأنه ظل ينتظر الأيام والشهور في حالة نفسية سيئة في انتظار تنفيذ حكم الإعدام. وذات يوم استدعاه السجان لمقابلة القنصل السعودي فعاد إليه الأمل في الحياة. وأكد له القنصل أن الدولة لن تتخلى عنه وعن زملائه، وهذا ما حدث، إذ قامت الدولة باستلام أبنائها ووفرت لهم طائرة خاصة نقلتهم إلى السعودية.
من جانبه، كشف العائد «طلال» قصة صورته التي نشرتها الجهات الأمنية العراقية متوسطا سجناء آخرين وبدت عليه آثار التعذيب، إذ خضع إلى التعذيب بغرض ابتزاز أسرته وإجبارها على دفع مبالغ. أما العائد عائض فقد بعث رسالة إلى الشباب طالبهم فيها بعدم الانسياق خلف دعوات الجهل، والحرص على التعلم من المصادر الصحيحة والعلماء الأجلاء. وقال عائد آخر إن التنظيمات الإرهابية في الخارج تستخدم بعض الشباب السعودي هناك كحطب في نار القتال الدائر هناك.
وطننا يستحق رد الجميل
وعد الخريجون في كلمة ألقاها أحدهم باستشعار المسؤولية، وتعهدوا برد الجميل لقيادة الوطن التي مكنتهم من إكمال دراستهم الجامعية والحفاظ على مكتسبات الوطن والولاء لقيادته. ووصف الخريج إكمال تحصيلهم الجامعي بأنه دليل على اليد الحانية من قيادة الوطن، إذ تحملت الدولة نفقات تعليمهم، فضلا عن التعامل الطيب من منسوبي سجن المباحث معهم وتوفير الأجواء المناسبة لهم للاستفادة من الوقت.
وتحدثت والدة أحد النزلاء الخريجين بنبرة الفرحة وهي تشاهد ابنها محصنا بالعلم بعد أن تجرعت الخوف والأسى بعد اعتناقه الأفكار الضالة، قائلة: «عندما دخل ابني السجن لم يدر في مخيلتي بأنه سيكمل دراسته حتى فوجئت به يحصل على درجة البكالوريوس».
المفتي: أنصار الشياطين يتربصون بوحدة بلادنا
أكد مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن أعداء الشريعة وأنصار الشياطين يتربصون بأمن وأمان بلادنا ووحدتها.
وقال خلال رعايته حفلة التخريج أن الخطأ يقع من أي إنسان، وخير الخطائين التوابون، فالخطأ يقع بناء على جهل الإنسان وقلة إدراكه. وأثنى المفتي على التعامل الإنساني والإصلاحي والتعليمي الذي يحصل عليه النزلاء في السجون «على كل مواطن أن يقارن بين ما يحصل في سجون العالم وما يحصل في سجوننا الإصلاحية من احترام لكرامة الإنسان والعمل على تطويره»، وطالب الخريجين بأن يكون العلم معرفة ووسيلة للعودة من الخطأ وسلك طريق الصواب، وأن يتوبوا توبة نصوحة.
وفي السياق، أعلن مدير جامعة الإمام الدكتور سليمان أبا الخيل هدية نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف، بموافقته على فتح القبول للموقوفين في سجون المباحث لإكمال درجة الماجستير والدبلومات عن بعد داخل الإصلاحيات.
فرصة لاستدراك أخطاء الماضي
المتحدث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أوضح أن تخريج 114 نزيلا من سجون المباحث الحاصلين على درجة البكالوريوس يعد ثمرة من ثمرات السياسة التي اعتمدها نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن نايف، التي تهدف إلى توفير الفرصة لكافة النزلاء لاستثمار الوقت الذي يقضونه سواء أثناء قضاء محكومياتهم أو أثناء مراحل المحاكمات بما يعود عليهم بالنفع ويساعدهم على استجلاء الحقيقة في ما يحاك ضدهم من التنظيمات الإرهابية عبر استهداف الأمن والاستقرار في البلاد. وأشار المتحدث إلى أن تجربة الموقوفين أمنياً المستفيدين من برنامج الانتساب المطور لإكمال تعليمهم الجامعي داخل سجون المباحث تعد فرصة لاستدراك أخطاء الماضي، واستدراك الأخطار التي وقع بها المحكومون، الأمر الذي مكن التنظيمات الإرهابية من استدراجهم والتغرير بهم.
خريجون لـ«عكاظ» : الدراسات العليا والوظائف.. وجهتنا القادمة
«عكاظ» التقت عددا من النزلاء الخريجين من سجن المباحث بدرجة البكالوريوس في خمسة تخصصات بعد احتفالهم مع ذويهم. وأوضح «أ ـ أ ـ س» الحاصل على البكالوريوس في الشريعة أن فكرة استكمال تحصيله التعليمي خلال إيقافه في سجن المباحث جاءت رغبة منه في استثمار وقته في ما يعود عليه بالفائدة. مؤكدا أنه وجد من إدارة السجن والجامعة التعامل الطيب وتسهيل إجراءات التحاقه ببرنامج الانتساب المطور. معربا عن أمله في استكمال الدراسات العليا التي ستمكنه من الحصول على أفضل وظيفة. أما «ع ـ م ـ ف» الحاصل على البكالوريوس في إدارة الأعمال فقال إنه كان يتصور بأنه لن يستطيع مواصلة تعليمه، غير أن الفرصة النادرة جاءته في السجن، وكان التسجيل ميسرا، «أذهلتني طريقة التعامل مع الجامعة، وسهولة الاختبارات، وسهولة توصيل المعلومة في المذاكرة، كنت أستعد تماما لأحصل على شهادة، وجامعة الإمام فتحت لي نافذة لمواصلة تعليمي».
وتمنى الخريج «أ ـ م ـ ص ـ م» الحاصل على درجة البكالوريوس في الشريعة الحصول على وظيفة مناسبة تناسب مؤهله العلمي، أما «ع ـ م» الحاصل على البكالوريوس في الشريعة فقال: «تحقق حلمي بعد 10 سنوات، وأتمنى مواصلة تعليمي في الدراسات العليا».